تاريخ دجاج ساسو وأصوله العريقة

لا يُعتبر **دجاج ساسو** مجرد سلالة عادية، بل هو نتاج جهد علمي وتاريخي طويل بدأ في خمسينيات القرن الماضي بفرنسا. كان الهدف الرئيسي من مشروع "سيرج بيرو" هو الحفاظ على السلالات التقليدية من الدواجن وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات السوق الحديثة. ومن هذا المنطلق، وُلدت خطوط "تي لاينز" (T Lines)، التي كانت الأساس لتكوين ما نعرفه اليوم باسم **فراخ ساسو**. الاسم "Sasso" هو في الأصل اختصار لعبارة فرنسية تحمل معنى "الانتخاب الدجني لمنطقتي سارت والجنوب الغربي"، مما يؤكد هويته الفرنسية وأصالته.

يُعد دجاج ساسو نتيجة تهجين فريد بين دجاج "رود آيلاند ريد" الذكري وسلالات محلية فرنسية أصيلة. هذا المزيج الجيني المتقن منحه قدرة هائلة على التكيف مع البيئات المختلفة، ومزايا إنتاجية جعلته محط اهتمام المزارعين حول العالم، خاصة في القارة الأفريقية والفلبين. ورغم أصوله الأوروبية، فقد أثبت قدرته على الازدهار في الظروف المناخية الحارة والمتباينة، مما جعله خيارًا شعبيًا ومربحًا.


فراخ ساسو

الخصائص الجسدية والتميز الجيني

تختلف الخصائص الشكلية لدجاج ساسو قليلًا بناءً على الخطوط الجينية المختلفة، ولكن هناك سمات مشتركة تميزه. غالبًا ما يكون لون ريشه مزيجًا من الأحمر القرميدي، الأسود، والأسمر الفاتح. ومع تقدمه في العمر، يزداد كثافة ريشه ليمنحه مظهرًا قويًا وجميلًا. يتميز دجاج ساسو بصدره العريض، الذي يمنحه كتلة عضلية أكبر، بينما تكون أجنحته ورأسه أصغر نسبيًا. ومن العلامات الفارقة التي تميزه أيضًا، هي أقدامه ذات اللون الأصفر الفاتح ومنقاره ذو اللون الأفتح مقارنةً بالعديد من سلالات التسمين الأخرى.

العمل المستمر على تحسين السلالة أدى إلى ظهور أنواع مختلفة من **فراخ ساسو**، مثل Sasso XL 551، المعروف بقدرته الكبيرة على إنتاج اللحم. هذه السلالة تُظهر مدى الجهد المبذول في الانتخاب الجيني لتحقيق أفضل النتائج للمربين، سواء كانوا يهدفون إلى تربية الدجاج من أجل اللحم أو البيض.


إنتاج اللحم والبيض: ثنائية لا تُضاهى

من أبرز ما يميز **دجاج ساسو** هو كونه سلالة ثنائية الغرض، حيث يتفوق في إنتاج اللحم والبيض معًا.

إنتاج اللحم

يُعرف دجاج ساسو بجودة لحمه العالية وقوامه المميز. بفضل كتلة العضلات الكبيرة التي يمتلكها، يُفضل العديد من المزارعين تربيته لإنتاج لحم صحي ولذيذ. تُظهر الأبحاث أن **فراخ ساسو** لديها قدرة كبيرة على النمو، حيث يصل متوسط وزنها إلى 2.2-2.4 كجم في حوالي 84 يومًا، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للتربية الحرة والزراعة العضوية.

إنتاج البيض

على الرغم من شهرته كدجاج لحم، إلا أن إنتاج البيض لديه لا يُستهان به على الإطلاق. يمكن لدجاجة ساسو الواحدة أن تضع ما بين 120 إلى 250 بيضة في السنة. تبدأ الإناث بوضع البيض في عمر 6-8 أشهر، وتتميز البيوض بقشرتها البنية الداكنة ونكهتها الغنية، كما أنها تحتوي على نسبة كوليسترول أقل. هذا الإنتاج الغزير للبيض يساعد المربين على تغطية تكاليف تربية الدجاج وتحقيق عائد مالي جيد.


قوة استثنائية وسهولة في التربية

تُعد قدرة **دجاج ساسو** على التكيف ومقاومة الظروف الصعبة ميزة لا تقدر بثمن. تتمتع السلالة بمناعة قوية ضد العديد من الأمراض والطفيليات والظروف الجوية السيئة، مما يقلل الحاجة إلى الرعاية الصحية المكثفة ويسهل من عملية التربية. هذه الخصائص تجعل **تربية فراخ ساسو** مناسبة للمزارع الكبيرة التي تعتمد على النطاق الحر، وللمربين المبتدئين الذين يبحثون عن سلالة سهلة العناية.

على الرغم من أن بعض أسلافه ينتمون إلى سلالات قتالية، إلا أن دجاج ساسو يتميز بطبعه الوديع والمسالم. هذا السلوك الهادئ يجعله خيارًا ممتازًا للتربية المختلطة مع سلالات دجاج أخرى، فهو لا يُسبب أي مشاكل أو عدوانية. ويُفضل دجاج ساسو العيش في بيئة مفتوحة وواسعة، مما يسمح له بالتجول بحرية والاستفادة القصوى من خصائصه الجينية.


نصائح لتربية فراخ ساسو

إذا كنت تفكر في **تربية فراخ ساسو**، فإليك بعض النصائح الأساسية التي ستساعدك على تحقيق أفضل النتائج:

  • توفير المساحة الكافية: نظرًا لأن دجاج ساسو يُفضل التربية في النطاق الحر، فاحرص على توفير مساحة واسعة لهم للتجول والبحث عن الطعام.
  • التغذية المتوازنة: على الرغم من قدرتهم على التكيف، فإنهم يحتاجون إلى نظام غذائي متوازن وغني بالبروتين والمعادن لضمان نمو صحي وإنتاج بيض جيد.
  • متابعة النمو: يُعتبر دجاج ساسو من السلالات بطيئة النمو، لذا لا تتوقع منهم الوصول إلى الوزن النهائي في فترة قصيرة جدًا كما هو الحال مع سلالات التسمين السريعة.
  • الوقاية خير من العلاج: رغم مقاومة السلالة للأمراض، يُنصح دائمًا باتباع برنامج تطعيم مناسب للحفاظ على صحتها.

باختصار، يمثل **دجاج ساسو** استثمارًا ناجحًا ومستدامًا في عالم تربية الدواجن. فهو يجمع بين الأداء الإنتاجي العالي، الجودة الفائقة، والقدرة على التكيف، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين الجدد والمحترفين على حد سواء.